أنتشرت ظاهرة شراء متابعين لحسابات وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة، وهو ما رفع عدد مقدمي تلك الخدمات ايضًا بشكل ملحوظ وهو ما بدأ يظهر رويدًا أنه بات ظاهرة تُثبت نفسها بقوة على ساحة التسويق الإلكتروني، حيث بدأ مقدمي الخدمات يقدمون وعودًا للمشترين بأشياء من المستحيل أن تتم.
وقد يرجع السبب الرئيسي لمسألة شراء متابعين لحسابات التواصل الإجتماعي اعتقاد البعض بأن الأرقام على حسابات وسائل التواصل الإجتماعي هي أمر أهم من مسألة التفاعل أو غيره من الأمور الاحترافية وهو ما يضع الحسابات مع مرور الوقت في حالة حرجة من التشتت وعدم معرفة الكم الحقيقي فعلاً للجمهور.
شراء متابعين – كيف يُدمر مستقبل حسابك
قبل الخوض في تفاصيل ما قد يجعل شراء متابعين لحسابات وسائل التواصل وسيلة مدمرة لها على المدى القريب قبل البعيد، دعنا في البداية نُفسر الأسباب التي يتواجد بسببها الأشخاص على مواقع التواصل الإجتماعي.
فسواءً كان التواجد تواجد لهيئة أو مؤسسة (شركة) أو حتى بهدف خلق جمهور لمدون أو ما شابه (حساب شخص مؤثر Influencer) أو حتى حساب عادي، فأنت غالبًا ترغب في إتمام مهمة واحدة من الثلاثة التالي
- التواصل مع الأصدقاء والأقارب
- التسويق لنشاط تجاري
- صناعة المحتوى
إذًا كيف يُعيق شراء متابعين العمليات الثلاثة التي قد تُنشأ بسببها حساب على وسائل التواصل الإجتماعي؟ أولاً فيما يخص التواصل مع الأصدقاء والأقارب، فـ الهدف الرئيسي هو مشاركة ما تقوم به مع أصدقائك وفي المقابل متابعة ما يحدث معهم، وهذا أمر يجعل مسألة شراء متابعين غير انها ليست ذات قيمة فعليًا، إلا أنهم سيعيقون تجربة الاستخدام بشكل كامل، خاصةً وأن دوافع التفاعل بينكم ليست موجودة، فضلاً عن أن الكثير منهم سيأخذ مكانًا أكثر أهمية مقارنةً بالمنشورات التي من المفترض أن تصل إلى أصدقائك الفعلين.
أما إذا كان الحساب الذي قرر شراء متابعين هو حساب في الأصل يهدف إلى عملية التسويق التجاري فهذه كارثة. السبب وراء وصف شراء متابعين لحسابات الشركات بـ الكارثة هو أن المتابعين سيكونوا حرفيًا متابعين الوهميين، وهو ما سيؤثر على عملية البيع وسيجعل الإحصائيات عن تفاصيل النشاط التجاري متخبطة للغاية.
وفيما يخص صناع المحتوى الذين يعملون فهذا يعني أن هدفك هو أن توسع دائرة الجمهور لرفع تأثير تواجدك وتدخل دائرة “المؤثرين” وهو ما تقتله تمامًا مسألة شراء المتابعين، لأن الجميع الآن يعرف طريقة الكشف عن المتابعين الوهميين وهذا سيجعل سمعتك سيئة حتى وإن تجنبت هذا في المستقبل.
ماذا يفعل شراء متابعين في حسابك
الآن دعنا نفسر ما يمكن أن يقوم بها شراء متابعين على حسابك في مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة…
لا تفاعل والمظهر سيكون غريب
أيً ما كان شكل القسم الذي سيقوله لك من يبيع متابعين؛ لن تجد أي تفاعل حقيقي وقد لا يكون هناك تفاعل اصلاً.
السبب الرئيسي في هذا الأمر هو أن من يقوم ببيع المتابعين لا يقدم خدمة “إعلانات ممولة” من جهة موثوقة بل فقط يقوم بإستخدام برامج تبادل متابعين Followers exchange أيً أن شخصًا ما يقوم بمتابعة حسابك في مقابل أن يقوم هو بمتابعة حسابه.
المشكلة في طريقة Followers exchange هو أن الجميع يعتقد انه الأذكى على الإطلاق، فـ ببساطة يقوم الجميع بإستخدام حسابات وهمية لا يدخل إليه بشكل يومي بل فقط يُصنفها على أنها حسابات العمل، وبذلك فإن الأرقام الواردة للحساب لن تقدم أي تفاعل مهما كان شكله.
هذا الأمر وإن لم يكن مشكلة بالنسبة لك، إلا أنه سيعطي مظهر غريب للحساب، فـ كيف أن صورة تم نشرها في حساب به 20 ألف متابع لم تحصد سوى 10 إعجابات فقط؟ وبالتالي فإذا كان حسابك شخصيًا على الأغلب ستتوزع نسب الوصول (والتي تقل يومًا تلو الآخر بالمناسبة) على حسابات كثيرة ليست لها فائدة بالمقارنة أنها من المفترض أن تصل إلى الأصدقاء والعائلة، وإن كان حسابك تجاريًا فستكون شركتك تحاول التظاهر بكم كبير من العملاء الوهميين، وإن كان حساب لصانع محتوى فلن يصل ابدًا لدرجة الوثوق به كونه مؤثرًا على شبكات التواصل الإجتماعي.
التفاعل سوف يتدهور
الأمر ببساطة هو أن التفاعل العضوي في شبكات التواصل الإجتماعي يتراوح بين معدلات ثابته وفقًا لكل شبكة، وهو الأمر الذي تقوم الشركات ببرمجة خوارزميتها عليه بهدف المساعدة في الربح من خلال الإعلانات.
على سبيل المثال في فيسبوك تصل المنشورات بشكل عضوي من 1 إلى 2 في المئة فقط من إجمالي عدد المعجبين، لكن تلك النسبة هي نسبة عشوائية لا تتعلق ابدًا بكونهم ممن تفاعلوا مسبقًا مع الصفحة أو لا. وكذلك الأمر في إنستجرام فـ وفقًا لموقع Markerly الذي قام بتحليل 2 مليون حساب على المنصة كشف أن نسب التفاعل في الحسابات التي لديها أقل من 1000 متابع هي 8% مقارنةً مع الحسابات التي لديها أعلى من هذا الرقم وحتى 10 آلاف فهناك 4% فقط نسبة تفاعل ويقل الرقم ما بين حاجز العشرة آلاف والمئة ألف إلى متوسط نسبة تفاعل تقدر بـ 2.4% وتقل إلى 1.8% عندما يتعلق بالحسابات التي لديها 100 ألف وحتى مليون ويصل إلى أقل معدل تفاعل للحسابات التي لديها أكثر من مليون متابع لتكون 1.7%. لذلك فإن أعداد أكثر تعني تفاعل أقل.
تعليقات سخيفة… رسائل سخيفه
هذا أمر محبط وغريب وسخيف للغاية، فـ بالطبع جميع من يعملون على حسابات مواقع التواصل لديهم رغبة في رؤية تقدم في عملهم وعندما يظهر إشعار بتواجد تعليق جديد هذا واحد من الإنجازات الكبيرة خاصةً وأن المتابعين يأخذون من أوقاتهم لكتابتها. لكن شراء متابعين سوف يجعلك ترى تعليقات ليس لها أي علاقة بأي موضوع ممكن أن تطرح مثل “منشور رائع” وخلافه.
الأمر ذاته مع الرسائل، وخصوصًا في منصة مثل تويتر هناك عشرات الآلاف من الرسائل السخيفة التي قد تصلك بمجرد التفكير في شراء متابعين، نعم الكثير من هؤلا المتابعين مزيفون ولكن بعضهم يسعى لمصالح أكبر بالتسويق عبر الرسائل بالعديد من الرسائل المزعجة والمشتتة.
ختامًا فـ هناك الكثير من الأسباب الأخرى التي تجعل مسألة شراء متابعين هي مجرد تدمير لمستقبل حساب قد يكون واعدًا دون وجوده، وأبرزها هو أن هذه الحسابات أو الصفحات معرضة للغلق من جانب الشبكات الإجتماعية نفسها.
ربما كان هذا محبطًا بالنسبة لمن كانوا يعتقدون أن وسائل التواصل الإجتماعي هي مجرد لعبة أرقام وأن من يملك العدد الأكبر هو أكثر الأشخاص نجاحًا على الإطلاق أو أنه سيستطيع تحقيق ما يرغب في تحقيقه بصورة سهلة، لكن الواقع يقول كل شيء عكس ذلك فـ جميع المعلنين الآن يعلمون جيدًا مدى ضرورة التأكد من كل شيء يدور في حساب المؤثرين Influencers من نسب التفاعل (الإعجابات والتعليقات والمشاركة للمحتوى) ونسبة المحتوى المنشور وتقوم كذلك بمقارنة هذا مع الأرقام الكلية لعدد المتابعين في الحسابات، بالإضافة إلى هذا فـ المستهلكين ليسوا اغبياء فما سبب أن شركة لديها مليون متابع لا تسجل نسب تفاعل على المنشورات سوى 5 أو 6 مرات مع كل منشور؟ فضلاً عن هذا وذاك فـ الحسابات الشخصية تتأثر كذلك بعدم وصول المحتوى للأشخاص الحقيقين من أصدقائهم فعلاً.