كيف سيغير كورونا سوق التجارة الإلكترونية ويُبرز دور التسويق الإلكتروني، منذ ديسمبر الماضي تحول إهتمام العالم بالكامل إلى متابعة أخبار الفيروس القادم من الشمالي الشرقي لقارة آسيا وتحديداً من الصين، والذي بدأ يضرب المدن والبلدان الأوروبية رويداً رويداً إلى أن وصل إلى كل بقاع العالم وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنه جائحة تضرب الكوكب، لتقرر بعدها الحكومات تطبيق قرارات حظر التجول الكُلي نظراً للخطر الكبير الذي يُشكله تجول الناس في الشوارع حتى وإن كان هذا التجول في أسواق السلع الأساسية مثل السوبر ماركت.
ورغم المرونة التي تُعطيها الدول لمواطنيها لتوفير احتياجاتهم من شراء السلع الأساسية التي يحتاجونها مع وضع ضوابط تتمثل في عدم التكدس أو التخالط وإيجاد مساحات محددة بين كل شخص وأخر والسماح لأعداد محددة بدخول المحلات التجارية المختلفة، فالحياة لم تعد كما كانت، و الكثيرين مازالو مُدركين قدر الخطر الذي يُطاردهم وهو مُتخفي.
وبطبيعة الحال في مثل هذه الأزمات العالمية فإن الخطر يدفع الجميع للبحث عن حلول بديلة كما يدفع أصحاب المشاريع والمحلات التجارية للعمل على توفير طرق بديلة لمواصلة أعمالهم لتفادي خسائر بالآلاف، وفي عصر التكنولوجيا هذا، لم نكن بحاجة لوقت كبير لكي نُدرك أن أول الحلول سيكون تحويل المتاجر والنشاطات التي تعمل في الأسواق العادية إلى سوق التجارة الإلكترونية وبالتالي ايضاً نحن لسنا بحاجه لمجهود كبير لُندرك بأننا بصدد تعزيز أدوار المسوقين الإلكترونيين، ولكن يبقى السؤال كيف ولماذا؟
كيف سيغير كورونا سوق التجارة الإلكترونية ويُبرز دور التسويق الإلكتروني
لا يخفى على أحد أن الثقة في التجارة الإلكترونية في المنطقة العربية لم تكن كبيرة، خصوصاً وأن الكثيرين يفضلون معاينة السلع والبضائع التي يقدمون على شرائها، ولأن هذا الأمر ليس متاحاً على المتاجر الإلكترونية إلا من خلال الصور فهذا كان حاجزاً بالتحديد في حالات الدفع المسبق.
وفي المقابل كان الأمر كذلك بالنسبة لعدد كبير من التجار الذين أخرجوا من اهتمامتهم مسألة التواجد الرقمي بكل أشكالها، بما في ذلك الموقع الإلكتروني وصفحات التواصل الإجتماعي، وحتى التجار الذين كان لديهم وعي بأهمية التجارة الإلكترونية كان لديهم إهمال في جوانب أخرى مثل جودة خدمة الشحن.
وعلى الجانب الأخر كان عدداً كبيراً من المتسويقين يُفضلون طرق التسوق الإلكترونية عن الطرق العادية، على الرغم من كونها قد تكون أكثر تكلفة في بعض الأحيان ولكنها توفر الراحة والتعددية وهو ما كان يخدمهم فيه بعض التجار المحترفين والموثوقين إلكترونياً.
كيف سيغير كورونا سوق التجارة الإلكترونية
ما يمكن استنتاجه من السطور الماضية هو إمكانية ارتفاع وتيرة النمو لسوق التجارة الإلكترونية بشكل متضاعف خلال الفترة المقبلة. إلا أن هذا يتوقف على الطريقة التي تتعامل بها كل مؤسسة مع الأزمة، فإما ستكون طريقاً للنجاح والازدهار أو خسارة الكثير من المستخدمين وربما فتح المجال للمنافسين لأخذ جزء من حصتها في السوق.
ولنكن واضحين، دعنا نأخذ بعض الأمثل الحساسة في ظل انتشار فيروس كورونا، كأن تقرر أن تحصل على السلع الغذائية من أي متجر إلكتروني يقدم الخدمة لتصلك إلى بيتك دون الحاجه للاختلاط في الأسواق المزدحمة.
بالطبع أول شيء مهم بالنسبة لك سيكون توفر السلع، وعلى الأغلب هذا الأمر لن يكون عائق في معظم المتاجر التي تعمل بشكل فعلي منذ مدة أو بمعنى أخر قبل الأزمة الحالية، والشيء الثاني هو السعر، والذي ستتغاضى عن أي ارتفاع بسيط فيه نظراً لعدم رغبتك في النزول إلى الشوارع، والشيء الثالث هو توصيل وشحن المنتجات، الذي قد يكون سبباً في إلغاء طلباتك أو التغاضي عن الفكرة أو البحث عن بديل.
فعلى سبيل المثال شركة أمازون (كونها أحد أهم المتاجر الرائدة في التجارة الإلكترونية) والشركات التابعة لها قد خسرت بالفعل عملاء كُثر بسبب عدم التعامل الجيد مع أزمة كورونا الحالية وبالتحديد في الأسواق التي بها منافسين أقوياء مثل بعض الدول العربية.
خسارة أمازون والشركات التابعة لها كانت متعلقة بشكل أساسي بإلغاء الطلبات نظراً للوقت المستغرق لشحن كل منتج، حيث وصلت تلك المدة إلى أكثر من شهر لسلع أساسية للغاية مثل الطعام. وهو الأمر نفسه الذي قد يُطبق على أشياء عاجلة ترغب في شرائها، قد تكون بحاجتها لعملك، أو لإصلاح شيء تالف في أثاث منزلك.
وبالنظر إلى الظروف العادية، كانت تضع “أمازون” والشركات التابعة لها مدة 15 يوم لتوصيل المنتجات وهي مدة غير حقيقية بالنسبة لكل من يتعاملون مع الموقع، فعلى أقصى تقدير سوف تصلك السلعة في غضون 5 أيام فقط، وربما أقل، الآن سواءً في أمريكا أو في الدول العربية التي تعمل فيها أمازون باسمها أو باسم سوق دوت كوم، مسألة الشحن تشكل أزمة كبيرة بالنسبة للعملاء الذين يسعون لتوفير احتياجتهم الأساسية بصورة سريعة أو على أقل تقدير في وقت معقول.
التعامل الجيد مع أزمة كورونا على صعيد التجارة الإلكترونية
هذا الأمر يجعلنا نلقي نظرة على الجانب الأخر، الذي تلتزم فيه شركة مثل جوميا في الأسواق العربية بإيصال الطلبات في الوقت الطبيعي بل وتقليل وقت التوصيل لطلبات أخر حتى وإن لم تكن أساسية، وذلك بجانب شركات أخر مثل شركات العدسات الطبية والأثاث المنزلي كـ “أيكيا” التي قدمت ايضاً عروض للشحن المجاني في بلدان مختلفة وهو ما رفع حركة البيع بصورة رهيبة رغم وجود أزمة تُهدد وظائف معظم الأشخاص حول العالم.
المقصود من الأمثلة السابقة التي تضعك في موقف العميل ليست إلا ضرورة يجب أن يعرفها كل رائد أعمال، وهي مدى المشكلة التي تواجه عملائك لكي تتمكن من وضع استراتيجية لحلها؛ فسواءً كان لديك متجر إلكتروني حالياً أو تسعى لإستغلال هذا التحول المنتظر للسوق في المستقبل عليك أن تركز تماماً على أن يكون لديك قدرة استيعاب عالية لشحن المنتجات وعدم التقيود بأسباب وهمية لتحقق أرباح أكثر.
كيف سيُبرز كورونا دور التسويق الإلكتروني
قد يكون لديك عمل تجاري فعلاً وتقدم خدمة مفيدة للغاية في هذا الوقت أو غيره لكنك غير قادر على تحقيق أرباح مرضية نظراً لأنه وببساطة “لا أحد يعرفك”. وهو ما يؤكد أن مسؤول التسويق هو الشخص الأكثرة أهمية دائماً في أي شركة أو نشاط تجاري، وهذا ما يُفسره ايضاً تساوي قيمة الإنتاج بقيمة التسويق في ميزانية شركات كبرى، وربما ارتفاع قيمة الميزانية المخصصة للتسويق عن الميزانية المخصصة للإنتاج في شركات أخرى.
هل تتذكر حملة التسويق الشهيرة التي قامت بها إحدى الشركات من خلال إلقاء ورقة في الشوارع مصممة من الخارج على شكل 500 يورو وكانت من الداخل عبارة عن ورقة دعائية عادية؟ هل تعلم لماذا نجحت تلك الفكرة ولماذا أعجبتك؟ ليس لمجرد أنها عبقرية بل لأنها مدروسة بعناية.. الجميع يحتاج المال والجميع يحب المال.
ايضاً الجميع يحب الحياة لأن لديه واحدة فقط، وهذه نقطة التسويق التي من المفترض أن يعمل عليها الجميع بشكل بديهي هذه الأيام، ولكن هناك بعض الأشخاص يمقتون قليلي المجهود أو من يتخذون الطرق السهلة والمباشرة لإيصال المعلومة.
كم مرة شاهدت فيها إعلان يقول لك أبقى في منزلك؟ كم مرة خرج مشهور عليك بتلك العبارة؟ كم مرة شاهدت فيها إعلان يقول بسبب كورونا سنفعل كذا؟ كم مرة شاهدت فيها لافتة يحملها شخص مكتوب عليه “توقف كوفيد-19″؟ وكم مرة قيل لك فيها أنك ستموت بسبب الفيروس؟.
هذه المدرسة تسمى مدرسة التسويق المرعب، كل ما يفعله المسوق هو بث الرعب في قلوب المتلقين لإثبات أهمية المنتج الذي يقدمه، وفي الواقع فإن هذا النوع من التسويق لا يجب أن يكون من اختصاص الجميع، ليس كل شخص قادر على أن يكتب فيلم رعب مُفزع، وهو ما يجعله مبتزلاً جداً وقد يجعل الجميع ينظر إلى المسوق على أنه سطحي قليل الأبداع، وبالمناسبة هي صفة أبدية مهما كانت الحملات التالية بها أفكار جيدة وهذا لأننا لا نتوقع قدوم حدث بشهرة كورونا مرة أخرى.
في المقابل فإن قيام المسوق بحملة دعائية مختلفة ومبتكرة في الوقت الحالي تتحدث بشكلاً أو بأخر عن فيروس كورونا سوف يضعه في مكانة مختلفة بين الجميع وسيجعله هدفاً لكبرى الشركات للترويج لحملاتها وستدرك جميع الشركات مدى الأهمية الحقيقية للتسويق الإلكتروني والتواجد عبر الإنترنت.
في النهاية كانت هذه نظرة حول مدققة في موضوع كيف سيغير كورونا سوق التجارة الإلكترونية ويُبرز دور التسويق الإلكتروني والآن نرغب منك معرفة ما إذا كنت متحمس لبدأ مشروعك التجاري عبر الإنترنت فور إنتهاء تلك الأزمة؟ أو أخبرنا عن الطريقة التي تعاملت بها مع تقليل ساعات العمل الإجباري في مؤسستك بعد أزمة كورونا ولا تنسى دعمنا من خلال ضغط زر الإعجاب لهذا المقال على صفحاتنا على مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، تويتر، وإنستجرام