كيف تخسر عملائك بـ الدعاية الكاذبة؟ تفتح مسألة الإبداع أبوابًا عدة أمام المسوقين لإصدار دعايات جديدة وفريدة من نوعها تساعد الشركات والمؤسسات التي يعملون لديها في الحصول على المزيد من المبيعات لمنتجاتها أو حتى تحقيق الإنتشار كـ علامة تجارية في أحد المجالات، وهو ما يفتح بابًا آخر لإضافة بعض أنواع الدعاية الكاذبة ضمن الحملات المختلفة.
الدعاية بشكل عام هي كلمة تعني أن يتم نشر المعلومات بطريقة “موجهة” أحادية المنظور بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص المستهدفين من تلك المعلومات، وهي ذاتها التي يُطلق عليها لفظ “بروباجندا” حيث أنها مضادة للموضوعية وتعتمد بشكل كبير على تقديم معلومات ناقصة.
وعلى عكس ما قد تجده سائدًا فإن الدعاية ليست بالشيء السيء في مفهومها العام، حيث أن “عدم الموضوعية” هي ليست إلا طرح الأمور من جانب واحد فقط وهو جانب الشركة أو المؤسسة المصنعة للخدمة أو المنتج أو حتى التي ترغب في ترويج الفكرة، بالإضافة إلى ذلك فقط نرى أن جانب “المعلومات المنقوصة” ليس أخلاقيًا إلا أنه يعتمد بشكل كبير على تقديم معلومات عامة أكثر من تقديم المعلومات الحقيقية أو الدقيقة عن المنتج أو الخدمة أو الشركة أو المؤسسة ذاتها… إذًا ما هي الدعاية الكاذبة؟ وكيف يتم إدراجها في الترويج للشركات والمؤسسات؟ ومتى يُطلق عليها هذا المصطلح بشكل صريح؟ والأهم هو كيف تؤثر هذه الدعاية الكاذبة على خسارة العملاء؟
كيف تخسر عملائك بـ الدعاية الكاذبة؟!
قبل الحديث عن موضوع سؤال هذا المقال (كيف تخسر عملائك بـ الدعاية الكاذبة؟) دعنا نتطرق أولاً لتعريف الدعاية الكاذبة، بغض النظر عما قد يُصنف على أنه إضافة بعض التشويق للحملات الإعلانية والترويجية بتقديم معلومات منقوصة وكذلك الإبتعاد عن عدم الموضوعية نظرًا لأن الهدف الرئيسي للمؤسسة الإعلامية في أي شركة هو أن يكون لها ولاء للشركة فقط دون النظر لأي شيء آخر، وهذه مدرسة إعلامية معروفة.
ما هي الدعاية الكاذبة False Advertising؟
وتصنف الدعاية بأنها دعاية كاذبة عندما تتعمد إضافة معلومات تضليلية أو خادعة ليس لها أساس من الصحة ولو بنسب بسيطة، فضلاً عن ذلك فإنها تأخذ مسارًا للتشكيك في المنتجات أو الخدمات أو الشركات أو المؤسسات المنافسة أو بمعنى أدق تتهكم عليها وتروج لنفسها على أنها الوحيدة التي تملك شيئًا كهذا أو أنها الأولى في العالم التي تقدم خدمة كهذه… إلى آخره من النماذج والتي لديها هدف وحيد في النهاية وهو توجيه العملاء والمشترين للحصول على منتج بدلاً من الآخر.
وإذا أردت مثالاً عن الدعاية الكاذبة، فلا يأتي في ذهني الآن شيئًا سوى دعاية شركة سامسونج (سامسونج موبايل) التي كانت قائمة على نقطتين الأولى هي السخرية من شركة آبل وبالتحديد أجهزة آيفون من ناحية وتسويق منتج لها من ناحية آخرى.
وعلى الرغم من أنه وللوهلة الأولى لم يكن يظهر أن الدعاية التي تقوم بها سامسونج كاذبه إلى انه اتضح أنها كانت كذلك، ففي أحد المؤتمرات التي كانت تعلن الشركة فيها عن هاتف جديد تم التطرق بشكل مباشر لقرار شركة آبل بحذف منفذ سماعات الرأس (3.5mm jack) من هواتف آيفون وقامت بتكثيف الدعاية حول نقطة إمتلاك هاتفها الجديد لهذا المنفذ، وبعد 6 أشهر فقط قامت الشركة بإزالة هذا المنفذ من هاتفها التالي ومعه قامت بحذف كل مقاطع الفيديو التي كانت تتحدث من خلالها على هذا الأمر من على شبكة الإنترنت.
بعض أنواع الدعاية الكاذبة
النوع الأول: Bait and switch
هذا النوع من الدعاية الكاذبة يقوم في الأساس على هدف واحد وهو استدراج العملاء، بعد ذلك يأتي الهدف الثاني وهو إقناعهم بغير ما قدموا من أجله.
وبما أننا أخذنا طريقًا لطرح الأمثلة عن طريق الهواتف الذكية دعنا نُكمل هذا، فقد تجد لافتة كبير لدى أحد المتاجر في الشارع يُعرض عليها هاتف بمواصفات وسعر نالوا إعجابك، من ثم تتخذ قرارًا بالدخول والشراء، وعندها يحاول البائع بإقناعك بالحصول على هاتف من شركة آخرى أو بمواصفات آخرى لأن هذا الهاتف في الإعلان به عيوب عديدة منها كذا وكذا، وإذا كنت مُصرًا على الحصول على الهاتف الذي رأيته في الإعلان فقد يُخبرك ببساطة أنه “غير متوفر”.
النوع الثاني: Lying by omission
الكذب بإخفاء المعلومات أحد أنواع الدعاية الكاذبة الأكثر شهرة على الإطلاق، والمقصود منه ببساطة هو أن المنتج الذي ستقوم بشرائه سيكون منتج رائعًا من الخارج إلا أنه لا يحتوى على واحدة من المعلومات المهمة أو أن المعلومة غير مكتملة.
والأمثلة على ذلك كثيرة من بينها العبارات الشائعة “الأفضل على الإطلاق” أو “رائحة تدوم طويلاً” وهنا السؤال هو، أفضل من ماذا؟ وطويلاً إلى أي حد؟ أفضل من منتجاتكم السابقة أم منتجات المنافسين وأطول من منتجاتكم السابقة أم منتجات المنافسين؟
النوع الثالث: Hidden fees
“أشتري مسبح مقابل 500 دولار” جملة محمسة للغاية، لكن قبل الضرائب ورسوم الخدمة ورسوم الصيانة ورسوم الشحن ورسوم التركيب وأي رسوم ممكن أن تضاف ليكون السعر في النهاية هو 5 آلاف دولار.
إخفاء جزء من السعر هو أحد أكثر الوسائل المعروفة في عالم الدعاية الكاذبة والذي يهدف لعدم الكشف عن سعر المنتج بالكامل بأي الطرق الممكنة قبل أن يأخذ العميل أو المشتري قرار الشراء ومن هنا يُطالب بدفع القيمة الكاملة.
النوع الرابع: Photo bleaching
لنعود مرة أخرى إلى الهواتف الذكية، ففي مصر قامت أحدى الشركات بالتعاقد مع أثنين من الفنانين الشباب ليكونوا واجهة إعلانهم الجديد الخاص بهاتف يدعم خاصية الذكاء الاصطناعي AI في الكاميرا الأمامية للهاتف وبالفعل إنتهى الإعلان بنجاح وظهر للجماهير قبل أن تنشر الفنانة المشاركة في العمل صورة من خلف الكواليس والتي أظهرت أن الصور التي كانت متواجدة في الإعلان كان يتم إلتقاطها من خلال كاميرا احترافية عادية وليس الهاتف المزعوم أنه يلتقط هذه الصور، وهو أحد أنواع الدعاية الكاذبة الذي سبب وقتها ضجة كبيرة وبررت الشركة موقفها منه، لكن الحقيقة هو أنها ليست الأولى ولا الأخيرة التي تستخدم مثل هذا النوع من الدعاية.
تأثير الدعاية الكاذبة على خسارة عملائك
بدأنا المقال بسؤال “كيف تخسر عملائك بـ الدعاية الكاذبة؟!” وذلك لأن الدعاية الكاذبة تكون سببًا في تدمير الثقة بينك وبين عملائك فضلاً عن أنها السبب الرئيسي في اتجاه عملائك للمنافسين فقط للإضرار بمبيعات شركتك أو أن يقوموا هم بدعاية عكسية حول علامتك التجارية التي ستكون بالنسبة لهم مجرد علامة تجارية كاذبة تتعمد تضليل المستهلكين لشراء منتجتها أو خدماتها بغض النظر عن تحقيقهم للفائدة المرجوة، وسيكون الضرر الأكبر في النهاية واقعًا عليك أنت كـ مُعلن أو كـ شركة.
وفي الختام يجب أن تعلم جيدًا أن الدعاية الكاذبة والتي تتضمن نشر إحصائيات مزيفة أو صور معدلة أو مكونات غير واضحة للمنتجات، قد لا تكون فقط وسيلة تتسبب في خسارة عملائك بل من الممكن ايضًا أن تكون السبب الرئيسي والمباشر في خضوع شركتك أو مؤسستك إلى أحكام القانون في الكثير من البلدان.